فارسی
EN
الصفحة الرئيسية
السفیر
الأخبار
القسم السیاسي
القسم الاقتصادي
القسم الثقافي
أخبار المجموعة:أخبار
یوم القدس العالمی وضرورة دعم القضیة الفلسطینیة عالمیاً/ وزیر الشؤون الخارجیة فی الجمهوریة الإسلامیة
یوم القدس العالمی وضرورة دعم القضیة الفلسطینیة عالمیاً
نستقبل هذا العام یوم القدس العالمی فی وقت تشهد فیه البشریة واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعیة على مر التاریخ
یوم القدس العالمی وضرورة دعم القضیة الفلسطینیة عالمیاً حسین أمیر عبد اللهیان – وزیر الشؤون الخارجیة فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة نستقبل هذا العام یوم القدس العالمی فی وقت تشهد فیه البشریة واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعیة على مر التاریخ. إن المأساة الإنسانیة العمیقة التی حلت بفلسطین، خاصة فی غزة، خلال الأشهر الستة الماضیة، هی مثال مؤسف ومحزن آخر للانتهاک التاریخی لحقوق الشعب الفلسطینی المضطهد والمقاوم، وخرق القوانین الدولیة فی الأراضی المحتلة، واستخدام القوة بشکل سافر، وارتکاب أنواع الجرائم المعروفة دولیاً ضد أصحاب أرض فلسطین الأصلیین من قبل الکیان الإسرائیلی المؤقت وغیر الشرعی. فی هذه الأیام، لیس فقط یُقتل الرجال والنساء والأطفال الأبریاء الفلسطینیون على ید هؤلاء المجرمین فحسب، بل إن المستشفیات، والمراکز الطبیة والإغاثیة، والمساجد والکنائس کذلک لم تسلم من جرائم سلطات وجنود هذا الکیان المصطنع المتوحش. ولا شک فی أن ممارسات الصهاینة یمکن اعتبارها انتهاکاً لأوضح مبادئ حقوق الإنسان ومثالاً واضحاً على مجموعة مرکبة من الجرائم ضد الإنسانیة والإبادة الجماعیة والفصل العنصری والتطهیر العرقی. إن استمرار جرائم الإبادة الجماعیة وجرائم الحرب بکافة أنواعها فی قطاع غزة، وقتل أکثر من 33 ألف فلسطینی غالبیتهم من النساء والأطفال خلال نحو ستة أشهر، إلى جانب منع الکیان الإسرائیلی المصطنع إیصال المساعدات الإنسانیة والمواد الغذائیة إلى قطاع غزة بأکمله، ولجوئه إلى تجویع سکان غزة بهدف مواصلة الإبادة الجماعیة بحق النساء والأطفال وتهجیر سکان القطاع قسراً إلى صحراء سیناء المصریة والأراضی الأردنیة، قد دق ناقوس الخطر لکارثة إنسانیة لم یسبق لها مثیل فی هذا القرن. الیوم قد اتضح تماماً أن من ضمن الأهداف الخطیرة للکیان الإسرائیلی هو فرض حصار کامل على قطاع غزة، ومنع إیصال المساعدات الإنسانیة الفوریة والکافیة، وتهیئة الظروف لحدوث انهیار اجتماعی ومدنی، والقضاء على جمیع مظاهر الحیاة وهویة فلسطین التاریخیة والحضاریة. إن محاولة التهجیر القسری لسکان قطاع غزة هی دلیل واضح على السیاسة الخبیثة التی ینتهجها الکیان الصهیونی المجرم فی الإزهاق المتعمد للشعب الفلسطینی والهویة الفلسطینیة. فمن الضروری الیوم، أکثر من أی وقت مضى، أن تنظر الأوساط الدولیة ومجلس الأمن الأممی ومحکمة العدل الدولیة والمحکمة الجنائیة الدولیة فی العناصر المکونة للإبادة الجماعیة والقتل الجماعی اللذین یرتکبهما الکیان الصهیونی فی قطاع غزة، بغیة اتخاذ إجراءات رادعة وعقابیة فعالة فی هذا السیاق. بالإضافة إلى ذلک، وکإجراء عاجل وحیوی، من الضروری إعادة فتح معبر رفح وغیره من المعابر الإنسانیة بشکل کامل فی أسرع وقت ممکن بمساعدة الأمم المتحدة واللجنة الدولیة للصلیب الأحمر والمجتمع الدولی لتوفیر الظروف المؤاتیة لعودة اللاجئین وإنقاذ حیاة النساء والأطفال وسکان غزة. على مستوى الأوساط الدولیة، قد أجرینا عبر تواصل مستمر مع الأمین العام للأمم المتحدة واللجنة الدولیة للصلیب الأحمر محادثات واسعة النطاق بشأن التعاون فی المجال الإنسانی. وفی کل هذه المحادثات، وکذلک المشاورات مع الدول الإسلامیة، تم التأکید بشکل جدی على أولویة تقدیم المساعدات بالتزامن مع وقف الحرب. ورغم اتخاذ الأمین العام للأمم المتحدة ورئیس اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر خطوات مهمة فی هذا الصدد، لم تسفر هذه المساعی الإنسانیة عن النتائج المرجوة بسبب تواطؤ البیت الأبیض وبعض الدول الغربیة بشکل کامل مع الکیان الإسرائیلی. إنه من المؤسف للغایة أنه رغم مرور حوالی ستة أشهر على الهجمات الوحشیة التی یشنها الکیان الصهیونی على قطاع غزة، لا نزال نرى تقاعساً مزمناً من المجتمع الدولی، خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذی تتمثل مهمته الرئیسیة فی ضمان السلام والأمن الدولیین. ومن الواضح تماماً أن الولایات المتحدة هی طرف رئیسی فی استمرار الحرب وعرقلة جهود وقفها. من جهة أخرى، کان المأمول من منظمة التعاون الإسلامی أن تقوم بدورها الرادع فی وقف الحرب بتوظیف مختلف قدراتها السیاسیة والاقتصادیة وأدوات الضغط المتاحة لدیها، لکن على الرغم من عقد اجتماعات مختلفة، لم تقم هذه المنظمة لحد الآن بالدور الفاعل المنتظر منها. نأمل أن یتم خلال الأیام المتبقیة من شهر رمضان المبارک، بجهود الدول الإسلامیة وفی ظل تحلی المجتمع الدولی بالمسؤولیة عملیاً، اتخاذ إجراءات جادة لإیصال المساعدات الإنسانیة وإنقاذ سکان غزة المضطهدین من المجاعة. کما نأمل أن تتبلور ببرکة هذا الشهر الفضیل الوحدة والتماسک الإقلیمی والإسلامی والدولی والجهود العالمیة لنصرة الشعب الفلسطینی المظلوم بشکل أکثر فعالیة من أی وقت مضى، وأن تُتخَذ إجراءات إقلیمیة ودولیة جادة وفعالة ورادعة لإنهاء وحشیة کیان الفصل العنصری الصهیونی الإرهابی ضد الشعب الفلسطینی المظلوم. لا شک فی أنه على الرغم من الظروف الإنسانیة المؤلمة وحالة الحرب السائدة فی الأراضی الفلسطینیة، إلا أن الشعب الفلسطینی المسلم وسکان قطاع غزة والضفة الغربیة یقفون بإرادة قویة وإیمان راسخ دفاعاً عن وطنهم وحقوقهم الطبیعیة المعترف بها دولیاً ویواصلون المقاومة ضد کیان الاحتلال المجرم بکل عزیمة. إن العالم بأسره یلفه الیوم الحزن على ما حل بفلسطین وبشعب مظلوم وقوی تعکس ظروفه المأساویة معاناة البشریة وآلام أحرار العالم فی أجلى صورة. وإننا على ثقة تامة بأنه فی هذه اللحظة التاریخیة، فإن جمیع شعوب العالم المحبة للحریة والسلام تطالب بتهیئة الأسس اللازمة من قبل المجتمع الدولی، خاصة الأمم المتحدة والدول الإسلامیة، لاتخاذ خطوات عملیة نحو سلام دائم واستیفاء کامل حقوق الفلسطینیین المنتهکة وإنهاء الجرائم الفظیعة التی یرتکبها الکیان الصهیونی فی قطاع غزة والضفة الغربیة. إن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، إیماناً منها بضرورة استیفاء حقوق الشعب الفلسطینی کاملة وإنهاء أوسع وأبشع احتلال فی هذا القرن، وقفت بفخر إلى جانب الشعب الفلسطینی طیلة العقود الماضیة. وإذ تؤکد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة على أهمیة القضیة الفلسطینیة بصفتها القضیة الأولى للعالم الإسلامی وضرورة اعتبار المجتمع الدولی الاحتلال الجذر الحقیقی والأساسی للأزمة فی غرب آسیا واعتبار الکیان الصهیونی أهم سبب لانعدام الأمن وعدم الاستقرار فی المنطقة، تؤمن بضرورة إیجاد حل جذری لهذه الأزمة التاریخیة المزمنة التی شکلت جرحاً عمیقاً فی جسد وضمیر البشریة والعالم الإسلامی. إن یوم القدس العالمی، الذی أطلق بمبادرة من الإمام خمینی (رحمة الله علیه) مؤسس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لاستقطاب اهتمام العالم أجمع بشکل مسؤول إلى القضیة الفلسطینیة، لیس فقط فرصة مهمة لإعلان التضامن العالمی مع الشعب الفلسطین المظلوم والتعبیر عن الاشمئزاز من الکیان الصهیونی الغاصب وإدانة داعمی هذا الکیان المصطنع المجرم، بل یمثل أیضاً فرصة عظیمة للتطرق إلى الجذور الحقیقیة للأزمة الفلسطینیة القدیمة والمؤلمة. وبینما أتت عملیة طوفان الأقصى کرد فعل طبیعی من الشعب الفلسطینی على أنواع الجرائم المرتکبة بحقه والانتهاکات لحقوقه الطبیعیة وقتل وقمع أبنائه والإساءة للقدس الشریف والمقدسات الإسلامیة، یسعى کیان الاحتلال الصهیونی وداعموه المعروفون من خلال الترکیز على هذه العملیة إلى اتهام المقاومة والشعب الفلسطینی بأنهما من بدأ الحرب الحالیة على غزة، ویحاولون بطریقة خرقاء صرف انتباه الرأی العام العالمی عن الحقیقة والجذور الحقیقیة للأزمة الفلسطینیة، وذلک فی حین أن الجذر الحقیقی للأزمة یکمن فی 75 عاماً من احتلال أرض فلسطین من قبل کیان مصطنع بلا جذور وانتهاک الحقوق الأساسیة والطبیعیة والشرعیة لشعب أصیل. وما لم یتم إیلاء اهتمام حقیقی للجذر الرئیسی للأزمة واتخاذ إجراءات مسؤولة لمعالجته، فلن یتحقق السلام والأمن المستدامین فی المنطقة والعالم. إذن، یوم القدس العالمی هو فرصة للتفکیر فی حل حقیقی ومسؤول ومستدام. إن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، مع تأکیدها على الحق الطبیعی والأصیل للشعب الفلسطینی فی المقاومة المشروعة ضد الاحتلال والاضطهاد، قامت فی خطوة مسؤولة بطرح مبادرة دیمقراطیة للقضیة الفلسطینیة وتسجیلها لدى الأمم المتحدة، اعتقاداً منها بأن إجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة بین سکان فلسطین الأصلیین، من مسیحیین ومسلمین ویهود، من شأنه أن ینهی الأزمة الأقدم والأکثر إیلاماً فی المنطقة والعالم على مدار قرن من الزمن.