ونقلت وکالة "فارس"، مساء الیوم الثلاثاء، عن ناصر کنعانی، أن العراق قام بتنفیذ بعض بنود الاتفاقیة الأمنیة مع إیران، على رأسها إغلاق قواعد الجماعات المسلحة فی إقلیم کردستان العراق، ونقل عناصرها إلى أماکن بعیدة عن الحدود المشترکة بین بلاده والعراق.وأوضح کنعانی أن الیوم الثلاثاء، 19 سبتمبر/ أیلول، هو الموعد النهائی لتنفیذ الاتفاقیة الأمنیة الإیرانیة العراقیة، محددا ملف وجود مجموعات مسلحة فی إقلیم کردستان العراق على رأس بنود تلک الاتفاقیة، مضیفا أنه بحسب تلک الاتفاقیة سیتم نزع سلاح تلک الجماعات المسلحة.وشدد المتحدث باسم الخارجیة الإیرانیة على أن العراق ملزم، بناء على تلک الاتفاقیة الأمنیة، بإخلاء مقرات الجماعات المسلحة فی کردستان العراق، ووضع عناصرها فی معسکرات وأماکن تکون تحت سیطرة ومراقبة الحکومة العراقیة نفسها.وأفاد ناصر کنعانی بأنه "تم تنفیذ الکثیر من بنود الاتفاق حتى الآن وقد أعلنته الحکومة العراقیة بجدیة، وتم إخلاء بعض مقرات الجماعات الإرهابیة والمسلحة ونقل الإرهاربین إلى أماکن أخرى بعیدة عن حدود إیران وفی عمق الأراضی العراقیة، وهنالک خطوات أخرى جاریة. وقد أعلنت الحکومة العراقیة جدیًا أنها ملتزمة بتنفیذ الاتفاقیة وستفی بالتزاماتها فی هذا الشأن".وکان وزیر الخارجیة العراقی، فؤاد حسین، قد بحث مع نظیره الإیرانی، حسین أمیر عبد اللهیان، فی وقت سابق یوم الثلاثاء، القضایا الثنائیة والوضع فی إقلیم کردستان شمالی العراق، فی مقر الأمم المتحدة فی مدینة نیویورک، مؤکدا خلال اللقاء "التزام العراق بالاتفاق الأمنی المشترک، وعدم السماح بوجود أی تهدید لإیران من أرض العراق وإقلیم کردستان العراق".وأشار فؤاد حسین إلى اتفاق تبادل السجناء بین إیران والولایات المتحدة والإفراج عن الأرصدة الإیرانیة المجمدة فی کوریا الجنوبیة، معتبرًا أنها "خطوة إیجابیة".وبدوره، شدد البرلمان الإیرانی على استعداد طهران لـ"اتخاذ أی إجراء للقضاء على التهدید الذی تشکله الجماعات الإرهابیة المناهضة لها، والمتمرکزة فی إقلیم کردستان العراق، إذا رفضت تسلیم أسلحتها".وقال وزیر الدفاع الإیرانی، العمید محمد رضا آشتیانی، فی وقت سابق، إن بلاده ستقیّم وضع تنفیذ الاتفاق مع العراق واتخاذ القرار بناء على ذلک. ونقلت وکالة "تسنیم" الدولیة للأنباء، عن مصدر مطلع، الأسبوع الماضی، قوله إنه تم "بدء عملیة تفکیک مقرات "الجماعات المسلحة" فی إقلیم کردستان العراق، وذلک مع اقتراب نهایة المهلة الإیرانیة للعراق لنزع سلاح تلک الجماعات".وذکرت الوکالة، فی تقریر لها، أن "هذه العملیة بدأت، منذ ساعات قلیلة، ومن المفترض أن تفکک جمیع قواعد الجماعات الإرهابیة، بما فی ذلک کومله وباک وبجاک والحزب الدیمقراطی الکردستانی"، مشیرة إلى أنه "سیتم نقل هذه الجماعات إلى معسکرات فی عمق المنطقة الشمالیة من العراق".وتستهدف إیران بشکل متکرر، إقلیم کردستان العراق بهدف قصف ما تسمیه "مواقع جماعات انفصالیة وإرهابیة"، فی الوقت الذی تنفی فیه بغداد إیواء أی جماعات تهدد دول الجوار.