کلمة سعادة السفیر الایرانی خلال مأدبة افطار المسؤولین العراقیین فی یوم القدس العالمی
کلمة آل صادق بمناسبة یوم القدس العالمی
محمد کاظم آل صادق قدم کلمة بشأن یوم القدس العالمی خلال مأدبة افطار سفارة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة
بسم الله الرحمن الرحیم
کلمة سعادة السفیر الایرانی خلال مأدبة افطار المسؤولین العراقیین فی یوم القدس العالمی
الحمدُ لله ربِ العالمین وصلى الله على سیدِنا محمدٍ وآله الطاهرین وصحبِه المنتجبین
أُرحبُ کلَ الترحیبِ بالضیوفِ الکرامِ مع حفظِ الالقابِ والمقاماتِ، وشکراً جزیلاً على قبولِ دعوةِ سفارةِ الجمهوریةِ الاسلامیةِ الإیرانیةِ للحضورِ فی هذه المأدبةِ، الإفطارِ الرمضانی.
أفتتحُ کلامیبالثناءِ الإلهی وأحمدُه وأشکرُه على ضیافتِه الکریمةِ حیثُ قالَ النبیُ الأعظمُ صلى الله علیه وآله عنها، شهرٌ دُعیتُم فیهِ الى ضیافةِ اللهِ وأنه َرزَقَنا مرةً أخرى رحمةَ هذا الشهرِ الفضیلِ وبرکاتِه وغفرانِه ووَفّـقَـنا على صیامِه وأسألُه أن یجعلَ مکافئتَـنا فی عیدِ الفطرِ لهذا العامِ، العتقَ من النارِ والخلاصَ من العذابِ الالهی ومجالسةَ الصالحین.
إن القرآنَ الکریمَ فی نهایةِ سورةِ المجادلةِ یُقسّـمُ الناسَ إلى فریقین أو حزبین: "حزبِ الله" و"حزبِ الشیطان" ویَعتبرُ العلامةَ الأساسیةَ لحزب الله، هی الحبُ فی اللهِ والبغضُ فی اللهِ، ثم إذ یؤکدُ هذه الحقیقةَ أن المؤمنین الحقیقیینَ لا یُـقیمونَ علاقاتٍ ودیةٍ مع أعداءِ الله، ولو کانوا أقربَ الناسِ مِنهُم مثلَ آباءِهم وأبناءِهم وإخوتِهم وعشیرتِهم، ویقولُ سبحانَه وتعالى: (أُولئکَ حِزْبُ اللهِ أَلا إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وفی المقابل، هناکَ فریقٌ آخرُ یُقیمُ أصحابُه علاقاتِ الصداقةِ والتبعیةِ مع أعداءِ الله ویَسلِکونَ طریقَ النفاقِ، معتمدین قوتَهم وأموالَهم دونَ الله وهم یبثون بذورَ الظلمِ والفسادِ بینَ عبادِ اللهِ وکلُ ذلک هو بهدفِ الحفاظِ على مصالحِهم الشخصیةِ؛ حیث یقولُ سبحانه وتعالى عنهم: (اِسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطانُ فأَنْساهُمْ ذِکْرَاللهِ أُولئکَ حِزْبُ الشَّیْطانِ أَلا إنَّ حِزْبَ الشَّیْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ).
لو ألقینا نظرةً على عالمِنا الیومَ، یمکنُنا أن نرى بوضوحٍ أن هذین الحزبینِ اصطفا الیومَ ضدَ بعضِهما البعض وفی کلِ مکانٍ. اذ حزبُ الشیطان، الذی یعتمدُ على قوتِه وثروته وخططه الشریرة، یبثُ بذورَ الظلمِ والفسادِ وفی المقابل حزبُ الله یقفُ ضدَه بالاعتمادِ على القیمِ الإلهیة، وبأقلِ الامکانیاتِ.
والیومَ على الصعیدِ الدولی، نحنُ نشاهدُ اصطفافَ الجبهتین. الاولى، الشیطانُ الأکبرُ وأتباعُه وفی المقابل، جبهةُ المقاومةِ والمستضعفین ودعاةِ تشکیلِ حکومةِ العدلِ الالهیة على الارضِ وممهدیها. حیث نقرأ فی دعاءِ الافتتاحِ "اللهم انا نرغبُ الیک فی دولةٍ کریمةٍ تُعِزُ بها الاسلامَ وأهلَه وتُذِلُ بها النفاقَ وأهلَه". المهمُ هو اننا أین وقفنا ونقف وفی أی جبهةٍ؟ وأیَهما یحبذُ رسولُ الله؟
وخلالَ هذا الاصطفافِ والمعرکةِ لا یمکنُ "مسکِ العصى من الوسطِ" لان خذلانَ جبهةِ الحقِ فی الحقیقة، هو تقدیمُ الدعمِ لجبهةِ الباطلِ. وهل یمکنُ لأحدٍ الیومَ أن یرى مشاهدَ الابادة الجماعیة والتهجیر القسری والتجویع من قبلِ الکیانِ الصهیونی الغاصبِ القاتلِ للاطفال والنساءِ فی غزةَ ولا یرفُ له جفنٌ ولا یعلو له صوتٌ وأن یبقی صامتاً بعد أن رأى وحشیةَ هولاءِ الجلادین مصاصی الدماء وضربَهم لکل الاعرافِ والقوانین الدولیةِ مثلَ قتلِ الصحفیین وموظفی الاغاثة وتدمیر المستشفیات والاعتداءِ على البعثات الدبلوماسیة مثلَ ما جرى للقسم القنصلی لسفارة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی دمشق والتی اُستُشهد فیها الاخُ المجاهدُ والمقاومُ محمد رضا زاهدی ورفاقُه.
لقد اثبت العقلُ والحکمةُ أن ثمنَ الاستسلامِ والتسویةِ اکبرُ بکثیر من ثمن المقاومة وبالتالی یجبُ ان نترددَ فی التزام وعقلانیةِ کلِ من یصرُ على خیارِ الاستسلامِ امامَ هذا الکمِ من الجرائم. الیوم بات من الضروری جداً ایقاظُ کلِ مَن هو نائمٌ والتزم الصمتَ امام هذا الشر الصهیونی البیـنِ.
والعراقُ الحمدُ لله بمرجعیتِه وحکومتِه وساستِه ومقاومتِه وشعبه کان وسیکون دائماً من رُوادِ حُماة القضیةِ الفلسطینیةِ والمسجدِ الاقصى المبارکِ والیوم نرى ان الشعبَ العراقیَ یدفعُ ثمنَ المقاومةِ ضدَ ما یجری فی فلسطینَ.
وإننا باذن الله سنرى غدا الجمعة مرةً اخرى الشعبَ العراقیَ کسائر شعوبِ العالمِ والاحرارِ، سیرسمُ ملحمةً أخرى فی الیوم الذی سماه الامامُ الخمینیُ –قُدِسَ سرُه- "یومَ القدسِ العالمی" الذی نجنی ثمارَه الیومَ حیث عادت فلسطینُ التی سعى العدوُ الى طمسِها ونسیانِها، الى الواجهةِ واصحبت الیومَ القضیةَ المحوریةَ فی العالمِ وما النصرُ الا مِن عندِ اللهِ والسلاُم علیکم ورحمةُ الله وبرکاتُه.